ابنك كذاب بسببك
الخيال يحقق للطفل وظيفة نفسية
يشكو بعض الآباء من ان طفلهم يكذب وانه يخترع قصصا ليس لها اساس من الحقيقة
فلماذا يكذب الطفل ويقص حكايات وهمية؟
بقول دكتور خاص
ان الطفل الصغير خاصة في السنوات الاولى للدراسة او في مرحلة ما قبل المدرسة لا يمكن ان يقال انه يكذب لانه لا يعرف الفرق بين الحقيقة والخيال وهو لا يتعمد اخفاء الحقيقة او حتى تشويهها وانما يبتكر قصة تتميز بالاثارة والتشويق وتجعل منه البطل المغوار والمنقذ الهمام حتى يشعر بالقوة والقدرة خاصة حين يكون مصدرا للاحداث التي يحكيها لذلك لا ينطبق عليه وصف الكذب وانما هو نوع من الخيال تجاوز حدوده لانه يحقق للطفل وظيفة نفسية حيث يشعره بالزهو والقوة والاغلب ان هذا الخيال يعد مرحلة مؤقتة ما يلبث الطفل ان يتجاوزها كلما ازداد معرفة بالواقع ونما لديه احساس بالحقيقة لذلك يجب الا يعاقب الطفل على مثل تلك الاقوال ويجب الا يتهمه ابواه بالكذب لانه في الحقيقة ليس كذلك وعلى الآباء تجاوز الموقف وعدم التركيز عليه.
ويشير الى اهم النقاط من اجل تعويد الطفل على قول الحقيقة وهي وجود القدوة التي لا تكذب لان ذلك سوف يدفع الطفل الى قول الصدق والانضباط في حياته حتى دون وجود أي توجيه فالطفل يحتاج لنماذج لا تكذب حتى يتعود ان يقول الحقيقة حتى لو كانت ستجلب له المتاعب.. ولكن الكذب الشائع في الاطفال خاصة في السن الكبيرة هو الذي يحدث خوفا من العقاب اذا اعترف الطفل بخطأ ما والمشكلة انه يتصور ان الكذب سينقذه ويجنبه المشاكل وهو ما يجعلنا نطلب من المعلمين والمربين الا يعاقبوا الطفل اذا ذكر الحقيقة ما دام انه لم يكن متعمدا الخطأ حتى ننمي لديه الاحساس بالصدق ونجعل الصدق هو الذي ينقذه من العقاب وليس الكذب كما يتصور هو فبعض الاطفال يكذبون لكسب الاعجاب وبعضهم يكذب حتى يتهربوا من مسؤوليات او واجبات عليهم اداؤها والبعض الآخر يكذب لمضايقة الكبار او للكيد لاطفال آخرين يريدون لهم العقاب
اما اذا تكررت القصص التي لا ينطبق فيها القول على الحقيقة فقبل ان نتهم الطفل بالكذب علينا ان نتأكد انه ليس حزينا لان الطفل المكتئب تبدو منه سلوكيات اجتماعية مرفوضة فالطفل قد يعبر عن حزنه وضيقه بانتهاج قيم مرفوضة لعل الكذب احداها اما الكذب الذي يتعمده الطفل رغم معرفته بالحقيقة التامة ومحاولته المتكررة لتشويهها فهو الكذب المرضي الذي ربما يلجأ اليه الطفل دون وجود دواع تفسره.
كما ان بعض الاطفال يكذبون وكأنهم يتنفسون وكأن تركيبتهم النفسية تتوافق مع هذا السلوك. هؤلاء الاطفال يحتاجون كما يؤكد الدكتور الى التقويم والمتابعة والمواجهة فالكذب يحتاج في هذه الحالة للحصار من كل الصادقين الذين يحيطون بالطفل وان يحرصوا على قول الحقيقة وقد يحتاج الامر الى وقت طويل لكن الطفل في النهاية سيضطر الى توخي الصدق الذي وجده من كل من تعامل معهم بعد ان جعلوه يكتشف ان هذا الكذب الذي يحرص عليه بلاقدمين يرتكز عليهما وبذلك لا يؤدي له الهدف الذي توقعه منه.